بازگشت

فائدة 20


قـُتـل بـعـد قـتـل الحـسـيـن عليه السلام صـبـيان في الكوفة علي ما رواه جماعة منهم الصدوق في الأمالي [1] ، وذلك أنـّه لمـّا جـيـئ إلي الكـوفـة بـالسـبـايـا مـن العـيـال والأطـفـال، فـرّ مـن الدهـشـة والذعـر صـبـيـان، وهـمـا إبـراهـيـم ومـحـمـّد مـن ولد عـقـيل أو جعفر، فلجئا إلي دار


فلان الطائي، فسألهما عن شأنهما؟ فأخبراه وقالا له: إنّا من آل رسـول اللّه صلي الله عليه وآله فـررنا من الأسر ولجاءنا إليك، فسوّلت له نفسه الخبيثة أن لو قتلهما وجـأ بـرأسـيـهما إلي ابن زياد لأعطاه جائزة، فقتلهما وأخذ رأسيهما وجاء إلي عبيداللّه بن زياد، فدخل عليه وقدّم الرأسين إليه، فقال له ابن زياد: بئسما فعلت، عمدت إلي صبيين إسـتـجـارا بـك فـقـتـلتـهـمـا وخـفـرت جـوارك، ثـمّ أمـر بـقـتـله فقُتل [2] .

فـهـؤلاء مائة وإثنا عشر نفراً من أنصار الحسين عليه السلام، ترجمتهم في هذا الكتاب المسمّي (إبصار العـيـن)، ومـا حـصلت علي هذه التراجم إلاّ بكدّ اليمين وعرق الجبين وسهر الناظر وفكر الخاطر وما استسهلت هذه المخاطر إلاّ لأنني:



خدمت به سبط النبي مترجماً

لأنصاره المستشهدين علي الطف



فإن كان مقبولاً وظني هكذا

فياسعد حظّي بالكرامة واللطف



وإلاّ فإنّي واقف وسينهمي

علي واقف تحت الحياصيب الوطف



وهذا آخر ما يجري به اليراع، وتنثني عليه العضد والذراع

ختمته حامداً للّه ربّ العالمين مصليّاً علي محمّد وآله الميامين في البلد الأمين

نجف كوفان

لثـمـان بـقـيـن من شعبان سنة ألف وثلاثمائة وإحدي وأربعين من الهجرة النبويّة علي مهاجرها الصلاة والسلام والتحيّة.


پاورقي

[1] أمالي الصدوق: 76: ح 2، والبحار: 45: 100: ح 1.

[2] راجع أمالي الصدوق: 76: ح 2، والبحار: 45: 100: ح 1.