بازگشت

سعيد بن عبدالله الحنفي


عدّه الشيخ الطوسي في أصحاب الحسين عليه السلام. راجع رجال الشيخ: 101، الرقم 990.

كان سعيد من وجوه الشيعة بالكوفة وذوي الشجاعة والعبادة فيهم.

قـال أهـل السير: لمّا ورد نعي معاوية إلي الكوفة إجتمعت الشيعة فكتبوا إلي الحسين عليه السلام أوّلاً مع عبداللّه بن وال و عبداللّه بن سبع، و ثانياً مع قيس بن مسهّر و عبدالرحمن بن عبداللّه، و ثالثاً مـع سـعـيد بن عبداللّه الحنفي و هاني بن هاني. و كان كتاب سعيد من شبث بن ربعي و حجّار بن أبجر و يـزيـد بـن الحرث و يزيد بن رويم و عزرة بن قيس ‍ و عمرو بن الحجّاج و محمّد بن عمير. و صورة الكتاب:

بسم اللّه الرحمن الرحيم

أمـّا بـعـد، فـقـد اخـضـرّ الجـنـابُ وأيـنعت الثمار، وطمت الجمام، فإذا شئت فأقدم علي جندٍ لك مجنّد [1] .

فأعاد الحسين عليه السلام سعيداً و هانياً من مكّة وكتب إلي الذين ذكرنا كتاباً صورته:

بسم اللّه الرحمن الرحيم

(أمـّا بعد، فإنّ سعيداً وهانياً قدما عليّ بكتبكم، وكانا آخر من قدم عليّ من رسلكم، وقد فهمتُ كلّ الذي اقـتـصـصـتـم وذكـرتـم، ومـقـالة جـُلّكـم: أنـّه ليـس عـليـنـا إمـام فـأقـبـل لعـلّ اللّه أن يـجـمـعنا بك علي الهدي والحق. وقد بعثت إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهـل بـيـتي، مسلم بن عقيل وأمرته أن يكتب إليّ بحالكم وأمركم ورأيكم


فإن بعث إليّ أنّه قـد أجـمـع رأي مـلئكـم وذوي الفـضـل والحـجـا مـنـكـم عـلي مثل ما قدمتْ به عليّ رسُلكم، وقرأت في كتبكم، أقدم وشيكاً إن شاء اللّه. فلعمري ما الإمام إلاّ العـامـل بـالكـتـاب والآخـذ بـالقـسـط والدائن بالحقّ والحابس نفسه علي ذات اللّه، والسلام ) [2] ثمّ أرسلهما قبل مسلم وسرّح مسلماً بعدهما مع قيس، وعبدالرحمن كما ذكرنا من قبل.

قـال أبـو جـعـفـر: لمـّا حـضـر مـسـلم بالكوفة ونزل دار المختار خطب الناس عابس ثمّ حبيب كما قـدّمـنـا [3] ثمّ قام سعيد بعدهما فحلف أنّه موطّن نفسه علي نصرة الحسين فادٍ له بـنـفـسـه، ثـمّ بـعـثـه مـسـلم بـكـتـاب إلي الحـسـيـن فـبـقـي مـع الحـسـيـن حـتـّي قُتل معه.

وقـال أبـو مـخـنـف: خـطـب الحـسـيـن عليه السلام أصـحـابـه فـي الليـلة العـاشـرة مـن المـحـرّم فـقال في خطبته: (وهذا الليل قد غشيكم) إلخ. فقام أهله أوّلاً فقالوا ما تقدّم، ثمّ قام سعيد ابن عبداللّه فقال: واللّه لا نخليك حتّي يعلم اللّه إنّا قد حفظنا نبيّه محمّداً صلي الله عليه وآله فيك، واللّه لو عـلمـت أنـّي أُقـتـل ثـمّ أُحـيـي ثـمّ أُحـرق حـيـّاً ثـم أُذرّ يـُفـعـل بـي ذلك سـبـعـيـن مـرّة مـا فـارقـتـك حـتـّي ألقـي حـمـامـي دونـك، فـكـيـف لا أفعل ذلك، وإنّما هي قتلة واحدة. ثمّ هي الكرامة التي لا انقضأ لها أبداً [4] وقام بعده زهير كما تقدّم.

وروي أبـو مـخـنـف: أنـّه لمّا صلي الحسين الظهر صلاة الخوف، ثمّ اقتتلوا بعد الظهر فاشتدّ القـتـال، ولمـّا قـرب الأعـداء مـن الحـسـيـن وهـو قـائم بمكانه، إستقدم سعيد الحنفي أمام الحسين فـاسـتـهـدف لهـم يـرمـونـه بـالنبل يميناً وشمالاً، وهو قائم بين يدي الحسين


يقيه السهام طوراً بـوجـهـه، وطـوراً بـصـدره، وطـوراً بـيـديـه، وطـوراً بـجـنـبـيـه، فـلم يـكـد يـصـل إلي الحـسـيـن عليه السلام شـيء مـن ذلك حـتـّي سـقـط الحـنفي إلي الأرض [5] ، وهو يـقـول: اللهـمّ العـنـهم لعن عاد وثمود، اللهمّ أبلغ نبيّك عنّي السلام، وأبلغه ما لقيت من ألم الجـراح، فـإنـّي أردت ثـوابـك فـي نـصـرة نـبـيـّك، ثـمّ التـفـت إلي الحـسـيـن فقال: أوفيت يابن رسول اللّه؟ قال: (نعم، أنت أمامي في الجنّة)، ثمّ فاضت نفسه النفيسة.

وفيه يقول البدي المتقدّم ذكره:



سعيد بن عبداللّه لا تنسينه

ولا الحرّ إذ آسي زهيراً علي قسر



فلو وقفت صم الجبال مكانهم

لمارت علي سهل ودكت علي وعر



فمن قائم يستعرض النبل وجهه

ومن مقدم يلقي الأسنّة بالصدر





پاورقي

[1] أورده المفيد في الإرشاد: 2: 38.

[2] راجع الإرشاد: 2: 39.

[3] راجع تاريخ الطبري: 3: 279.

[4] تاريخ الطبري: 3: 315.

[5] تاريخ الطبري: 3: 328، أورده إلي قوله: (حتّي سقط)، راجع اللهوف: 165.