بازگشت

من هو السماوي


«هو الشيخ محمد بن طاهر بن حبيب بن حسين بن محسن بن تركي الفضلي الشهير بالسماوي. عالم جليل، و شاعر شهير، و أديب معروف. ولد في السماوة (27 ذي الحجة عام 1292 ه ق) [1] ، و نشأ بها علي أبيه، و بعد عشر سنوات من عمره توفي والده، فهاجر الي النجف الأشرف لطلب العلم، و بقي فيها ما يقرب من شهر ثم مرض، و بعد برئه عاد الي السماوة، و بقي فيها سنة كاملة ثم رجع الي النجف عام (1304 ه)، فقرأ المبادي علي مشايخه، و أشهرهم الشيخ شكر بن أحمد البغدادي، والشيخ عبدالله بن معتوق القطيفي، و أخذ الرياضيات علي الشيخ آقا رضا الاصفهاني، والأصول والفقه علي الشيخ علي ابن الشيخ باقر صاحب الجواهر، و الشيخ آغا رضا الهمداني، و السيد محمد الهندي، و الشيخ محمد طه نجف، و الشيخ حسن المامقاني، والشيخ فتح الله المعروف بشيخ الشريعة الاصفهاني، و أعلام آخرين.

و ممن أجازه اجازة اجتهاد الشيخ علي بن الشيخ باقر صاحب الجواهر، و السيد محمد الهندي، والسيد حسن الصدر، و بقي في النجف عام 1322 ه، و بعدها رجع الي مسقط رأسه فبقي الي عام 1330 ه ثم طلب من بغداد فعين عضوا في مجلس الولاية الخاص خمس سنين، و فيها كانت الحرب العالمية الأولي،


فارتحل منها الي النجف عند الاحتلال الانگليزي و بقي فيها الي أن عين قاضيا، فبقي طيلة زمن الاحتلال و عامين من الحكم الوطني، ثم نقل الي كربلاء فبقي فيها سنين، و نقل الي بغداد فبقي عشر سنوات بين القضاء و التمييز الشرعي، و أخيرا نقل الي النجف حسب طلبه فبقي فيها سنة و استقال علي أثر سوء تفاهم وقع بينه و بين فخامة السيد محمد الصدر أدي الي ذلك...

والسماوي شخصية علمية أديبة فذة، جمعت كثيرا من أصول الفضائل و طمحت الي أسمي الأهداف...» [2] .

و قال الشيخ جعفر النقدي:

«فاضل، سبقت دوحة فنونه في رياض الفضائل و جرت جداول عيونه في غضون الكمالات» [3] .

و قال عبدالكريم الدجيلي في جريدة اليقظة:

«كان السماوي خير من يمثل العالم في المدرسة القديمة بأسلوب كلامه و طريقة حواره و هيئة بزته و اتزانه و تعقله، و هو اذا حضر مجلسا يأسر قلوب الحاضرين بسرعة البادرة و حضور النكتة و قوة الحافظة و سعة الخيال، فهو ينتقل بك من الشعر العالي المستامي الي طرف من التاريخ و الآداب، ثم الي نوادر من الحديث و التفسير، و هو الي جانب ذلك يسند حديثه، باحكام و دقة تعبير، فيدلك علي الكتاب الذي يضم هذه النادرة أو تلك النكتة، و علي الصحائف التي تحويها، و علي السنة التي طبع فيها هذا الكتاب ان كان مطبوعا، و الي عدد طبعاته ان كانت متعدة، و حتي التحريف و التشويه بين الطبعات!


و أنت اذ تسمع اليه فكأنك تصغي الي عالم من علماء العهد الأموي أو العباسي في طريقة حواره و أسلوب حديثه و انتقاله من فن الي فن، و من علم الي علم، فهو يعيد لك عهد علم الهدي في مجالسه، والقالي في أماليه، و المبرد في كامله، والجاحظ في بيانه و تبيينه، و لا تفارقه الابتسامة التي تقرأ منها عمق التفكير و جلال العلم و غبار السنين، و يده الي جانب ذلك مشغولة في علبة البرنوطي.

توفي في النجف في الرابع في المحرم عام 1370 ه، و دفن بها، و أرخ وفاته بعضهم ضمن تاريخ وفاة الشيخ جعفر النقدي الذي كانت وفاته بعده بأيام» [4] .

و قال كحالة: «محمد بن طاهر السماوي، أديب، ناظم، ناثر. ولد في السماوة و نشأ بها، و أرسل الي النجف، فدرس العلوم النقلية و العقلية، و رجع الي السماوة، ثم سافر الي بغداد وانتخب عضوا في مجلس الولاية،ثم عاد الي النجف، و تولي بها القضاء الشرعي، و انتخب عضوا بالمجمع العلمي العراقي.

من آثاره: الطليعة في شعراء اليعة، ابصار العين في أنصار الحسين، ظرفة الأحلام فيما نظم في المنام، الكواكب السماوية في شرح القصيدة الفرزدقية، و شجرة الرياض في مدح النبي الفياض» [5] .


پاورقي

[1] قد ذکر المرحوم السماوي في اجازته الروائية الي المرحوم آية الله الوالد أنها کانت في سنة 1293 ه ق، و الاجازة بخطه موجودة عندنا.

[2] راجع شعراء الغري: 475:10.

[3] شعراء الغري: 478:10.

[4] شعراء الغري: 479:10.

[5] معجم المؤلفين: 97:10.