بازگشت

معني كنت نبيا و آدم ... الخ


ولكن قول هذا المتزلف باطل من أساسه و عاطل من أصله فان رسول الله (ص) بعث بالرسالة و تبليغ رسالات الله تعالي الي عباده بعد


الاربعين لا انه صار نبيا بعد بلوغ سنه الشريف الي الاربعين بل كان نبيا منذ تولده و صغره و عاملا بشريعة نفسه المقدسة لا بشريعة أحد من تقدمه كما ان عيسي (ع) كان في المهد نبيا بنص القرآن الكريم فكذلك كان رسول الله صلي الله عليه و آله نبيا في ذلك الوقت قطعا و قد روي الفريقان الشيعة و السنة انه صلي الله عليه و آله و سلم قال:

كنت نبيا و آدم بين الماء و الطين.

و غير خفي انه صلي الله عليه و آله و سلم اشار في هذا الحديث [1] الي انه كان له النبوة و جميع كما لاتها القدسية و اوصافها العلية في مقام النورانية ايضا و لا شك انه كان له صلي الله عليه و آله و سلم من ذلك الحين الولاية العامد المطلقة الكلية و قد شرحنا الولاية التكوينية و التشريعية في تعليقاتنا علي كتاب «انيس الموحدين» للعلامة النراقي قدس سره فراجع.

و أضف الي ما ذكرنا ان ضرورة الاسلام المقدس قاضية ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أفضل الاولين و الاخرين من الانبياء و المرسلين و أوصيائهم المرضيين و من جميع الملائكة المقربين فاذا كان عيسي عليه السلام نبيا في


المهد و يحيي نبيا في حال كونه صبيا فكذلك النبي محمد خاتم النبيين صلي الله عليه و آله بالضرورة من الدين.

و لما كان الامام لابد و ان يكون مثل النبي (ص) في جميع الاوصاف و الكمالات و الصفات العليا الا النبوة فالامام (ع) ايضا امام من حين تولده و كونه رضيعا في المهد و منذ صباوته الظاهره نعم لا يجتمع امامان في وقت واحد الا أن احدهما ناطق و الاخر صامت و اذا ارتحل الامام الناطق الي جوار رحمة ربه تعالي يحصل [2] بعض الشؤن للامام الحي الظاهر كنزول الروح و الملائكة في ليلة القدر الي حضرته المقدسة و يتوجه هداية الخلق اليه و وصول اعمالهم بوساطته الي الله تعالي و يصير هو واسطة في الفيض و يدعي يوم القيامة الخلائق الموجودون في زمانه و القائلون بامامته بهذا الامام قال الله تعالي: يوم ندعوا كل اناس بامامهم، و قال الله تعالي: و جعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا، الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لو لا ان هدانا الله ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب.



پاورقي

[1] و لا يتوهم انه يمکن ان يکون نبوته المرادة في الحديث النبوة الاتية اي کتبت لي النبوة من حيث الاستعداد و القابلية فانه مدفوع اولا بانه مجاز لا يصار اليه. و ثانيا ان الادلة من العقل و النقل دالة علي ثبوت نبوته الفعلية في جميع الازمنة کما هو محقق في محله و لا يسع المقام باکثر من ذلک.

[2] يستفاد هذه المطالب من احاديث العترة الطاهرة سلام‏الله‏عليهم راجع الي الجوامع الحديثية.