ثم لا يخفي علي القاري ء العزيز ان هنا جوابا آخر عن الاشكال ينبغي الاشارة اليه فنقول: ان البكاء علي الحسين عليه السلام من مصاديق التوبة فان التوبة عبارة عن الرجوع الي الله تعالي و الانابة اليه و الندامة عن المعاصي و البكاء علي الحسين عليه السلام رجوع الي الله تعالي بوساطته و هو يحصل بالارتداع عن المعاصي و عدم العصيان علي الله تعالي في أوامره و نواهيه فكيف يرتكب الباكي علي الحسين عليه السلام المعاصي و الموبقات و الحال انه يبكي عليه فمن ارتكب المعاصي و يبكي علي الحسين عليه السلام فهو يتوب و يرجع الي الله تعالي مع اشتغاله في حينه علي المعصية علي الله تعالي و يشتغل بالمعاصي حين التوبة و لا شك ان في ارتكاب المعصية


في حال التوبة تمسخر و استهزاء فيصير عمله من أعظم الموبقات و هذا هو الخسران المبين.

و اكثر الباكين و الزائرين الذين يرتكبون المعاصي و الموبقات كتركهم الصلوات غافلون عن ذلك والله الهادي الي الصراط السوي ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب.