بازگشت

نقل كلمات شيخ عبدالحي كتاني


و علامه شيخ عبدالحي كتاني در كتب (نظام الحكومة النبوية) المسمي (التراتيب الادارية) [1] گويد: باب في وضع التاريخ واصله. المعروف ان التاريخ بالهجرة النبوية حدث في خلافة عمر بن الخطاب و لكن حكي ابوجعفر بن النحاس في كتابه صناعة الكتاب و حكاه عنه القلقشندي في صبح الاعشي ص 240 في الجزء السادس عن محمد بن جرير انه روي بسنده الي ابن شهاب ان النبي صلي الله عليه و آله لما قدم المدينة- و قدمها في شهر ربيع الاول- امر بالتاريخ. قال القلقشندي و علي هذا يكون ابتداء التاريخ في عام الهجرة (ه).

و في المواهب و امر صلي الله عليه و آله و سلم بالتاريخ و كتب من حين الهجرة. قال الزرقاني رواه الحاكم في الاكليل عن الزهري مفصلا، و المشهور خلافه و ان ذلك في زمن عمر كما قال الحافظ (ه).

و قد قال الحافظ جلال الدين السيوطي رايت في مجموع بخط ابن القماح عن ابن الصلاح انه قال ذكر ابوطاهر محمد بن محمش الزيادي في تاريخ الشروط ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ارخ بالهجرة حين كتب الكتاب


لنصاري نجران و امر عليا عليه السلام ان يكتب فيه حين كتب عنه انه كتب لخمس من الهجرة قال فالمؤرخ بهذا اذا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و عمر تبعه في ذلك قال و قد اشبعت الكلام علي ذلك في مؤلف مستقل مختصر [2] بهذه المسألة (ه).

قلت: سماه «الشماريخ في علم التاريخ» قال السخاوي فان ثبت فيكون عمر متبعا لا مبتكرا (ه).

و قال الامام السهيلي في الروض ص 11 من الجزء الثاني [3] تاسيس مسجد قبا كان في اول يوم من حلول رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم دار هجرته و البلد الذي هو مهاجره و في قوله تعالي: (من اول يوم [4] ( و قد علم انه ليس اول الايام كلها و لا اضافه الي شئي في اللفظ الظاهر [5] . ففيه من الفقه صحة ما اتفق عليه الصحابة مع عمر حين شاورهم في التاريخ فاتفق رايهم


ان يكون التاريخ من عام الهجرة لانه الوقت الذي عز فيه الاسلام و الذي امر فيه النبي صلي الله عليه و آله و سلم و اسس المساجد و عبدالله آمنا كما يحبه فوافق رأيهم هذا التنزيل و فهمنا الان بفعلهم ان قوله سبحانه: (من اول يوم) ان ذلك اليوم هو اولل ايام التاريخ الذي نؤرخ به الان فان كان اصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم اخذوا هذا من الاية فهو الظن بافهامهم فهم اعلم الناس بكتاب الله و بتأويله و افهمهم بما في القرآن من اشارات و افصاح و ان كان ذلك منهم عن رأي و اجتهاد فقد علم ذلك قبل ان يكونوا و اشار الي صحته قبل ان يفعل اذلا يعقل قول القائل فعلته اول يوم الا بالاضافة الي عام معلوم او شهر معلوم او تاريخ معلوم و ليس ها هنا اضافة في المعني الا الي هذا التاريخ المعلوم لعدم القرائن الدالة علي غيره من قرينة لفظ او قرينة حال فتدبره ففيه معتبر لمن اذكر و علم لمن راي بعين فؤاده و استبصر و الحمد لله (ه) [6] و قد نقل كلامه ملخصا الحافظ في الفتح و قال عقبه كذا قال و المتبادر ان معني قوله: (من اول يوم) اي دخل النبي صلي الله عليه و آله و اصحابه المدينة (ه).


و قال ابن المنير كلام السهيلي كلام تكلف و تعسف و خروج عن تقدير الاقدمين فانهم قدروه من تأسيس اول يوم مكانه قيل من اول يوم وقع فيه التأسيس و هذا تأسيس تقتضيه العربية و تشهد له الاية (ه) قلت: كلام السهيلي ظاهر المأخذ جلي الاستنتاج و الذين استبشعوه كأنهم لم يذوقوه فتأمله بانصاف تري الحق مع ما املاه الاعمي لا ما كتبه البصراء و لذا اقتصر عليه معجبا به المولي شهاب الملة والدين الخفاجي في عناية القاضي و كفاية القاضي انظرها «و ربك اعلم بمن هو اهدي سبيلا».

و اختيرت الهجرة للابتداء بها دون وقت الولادة و البعثة لاختلافهم فيها دونها و وقت الوفاة و ان شارك الهجرة في الاتفاق لا يحسن الابتداء بها عقلا لما ينشأ عنه من تهيج الحزن و الاسف بخلاف وقت الهجرة فانه يتبرك به لكونه وقت استقامة ملة الاسلام و اختير لافتتاح السنة المحرم دون غيره لكونه شهر الله واحد الاشهر الحرم و فيه تنصرف الناس من الحج.


پاورقي

[1] ج 1 ص 183 -180 ط بيروت.

[2] مختص- ظ.

[3] در (الروض الانف) مطبوع در مصر به سال 1389 ه ق در ج 4 ص 255 مي‏باشد.

[4] التوبة- 108- قال السهيلي: (من اول يوم) اي من اول يوم حلول النبي (ص) المدينة و هو اول يوم من التاريخ کما اتفق الصحابة علي اول سني التاريخ عام الهجر کذا ذکر الحافظ ابن کثير في تاريخ (البداية و النهاية) ج 3 ص 207.

[5] (فتعين انه اضيف الي شئي مضمر) الروض الانف ص 255 ط مصر.

[6] سهيلي در الروض الانف بعد از جملات که در متن نقل شده گويد: و ليس يحتاج في قوله من اول يوم الي اضمار کما قرره بعض النحاة: من تأسيس اول يوم، فرارأ من دخول من علي الزمان، و لو لفظ بالتاسيس لکان معناه من وقت تأسيس اول يوم، فاضماره للتاسيس لا يفيد شيئا، و من تدخل علي الزمان و غيره ففي التنزيل (من قبل و من بعد) و القبل و البعد زمان و في الحديث...