خطبه ي حضرت سجاد در كوفه
ثم قال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب، أنا ابن المذبوح بشط الفرات من غير ذحل و لا ترات، أنا ابن من انتهك حريمه و سلب نعيمه و انتهب ماله و سبي عياله، أنا ابن من
قتل صبرا و كفي بذلك فخرا. أيها الناس! ناشدتكم بالله هل تعلمون انكم كتبتم الي أبي و خدعتموه و أعطيتموه من أنفسكم العهد و الميثاق و البيعة و قاتلتموه؟ فتبا لكم لما قدمتم لأنفسكم و سوء لرايكم، بأية عين تنظرون الي رسول الله اذ يقول لكم: قتلتم عترتي و انتهكتم حرمتي فلستم من أمتي.
فقال: رحم الله امرءا قبل نصيحتي و حفظ وصيتي في الله و في رسوله و أهل بيته فان لنا في رسول الله أسوة حسنة.
فقال «عليه السلام»: هيهات هيهات أيتها الغدرة المكرة، حيل بينكم و بين شهوات أنفسكم أتريدون أن تأتوا الي كما أتيتم الي آبائي من قبل، كلا ورب الراقصات فان الجرح لما يندمل، قتل أبي بالأمس و أهل بيته معه و لم ينسني ثكل رسول الله و ثكل أبي و بني أبي و وجده بين لهاتي و مرارته بين حناجري و حلقي و غصصه تجري في فراش صدري و مسألتي أن لا تكونوا لنا و لا علينا.
رضينا منكم رأسا برأس
فلا يوم لنا لا علينا
لا غرو ان قتل الحسين و شيخه
قد كان خيرا من حسين و أكرما
فلا تفرحوا يا أهل كوفان بالذي
أصيب حسين كان ذلك أعظما
قتيل بشط النهر روحي فداؤه
جزاء الذي أرداه نار جهنما