بازگشت

كرامات رأس الامام الحسين



كرامات رأس الامام الحسين

بعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء نقل الرأس الشريف إلي الكوفة وظهرت له كرامات وكذلك في أثناء الطريق لما سير بالسبايا والرؤوس إلي دمشق. فمن كراماته بعد أن ذهب به عمر بن سعد وأصحابه إلي الكوفة لابن زياد لعنه الله تعالي ما رواه المفيد في إرشاده قال: فلما أصبح عبيد الله بن زياد بعث برأس الحسين (عليه السلام) فدير به في سكك الكوفة (كلها) وقبائلها. فروي عن زيد بن أرقم أنه قال: لما مرّ به عليّ وهو علي رمح وأنا في غرفة لي فلما حاذاني سمعته يقرأ: (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا)[سورة الكهف: الآية 9] وقف والله شعري عليّ وناديت رأسك يا بن رسول الله أعجب وأعجب [1] .

ومن كراماته ما ذكره ابن حجر الهيثمي في صواعقه قال: ولما قتلوه (أي الحسين) بعثوا برأسه إلي يزيد فنزلوا أول مرحلة فجعلوا يشربون بالرأس فبينما هم كذلك إذ خرجت عليهم من الحائط يد معها قلم من حديد فكتب سطراً بدم:



أترجو أمة قتلت حسيناً

شفاعة جده يوم الحساب



فهربوا وتركوا الرأس [2] وأخرجه منصور بن عماد، وذكر غيره أن هذا البيت وجد بحجر قبل مبعث النبي (صلي الله عليه وآله) بثلاثمائة سنة وأنه مكتوب في كنيسة من أرض الروم ولا يدري من كتبه [3] .

وروي قصة هذه الكرامة أيضاً في كتابه مناقب آل أبي طالب [4] عن دلائل النبوة عن أبي بكر البيهقي بالإسناد إلي أبي قبيل و أمالي أبي عبد الله النيسابوري أيضاً: أنه لما قتل الحسين (عليه السلام) و احتز رأسه قعدوا في أول مرحلة يشربون النبيذ و يتحيون بالرأس فخرج عليهم قلم من حديد من حائط فكتب سطراً بالدم:



أترجو أمة قتلت حسيناً

شفاعة جده يوم الحساب



قال: فهربوا وتركوا الرأس ثم رجعوا.

وفي كتاب ابن بطة أنهم وجدوا ذلك مكتوباً في كنيسة، وقال أنس بن مالك احتفر رجل من أهل نجران حفرة فوجد فيها لوح من ذهب مكتوب فيه هذا البيت وبعده:



فقد قدموا عليه بحكم جور

فخالف حكمهم حكم الكتاب



ستلقي يا يزيد غداً عذابـاً

من الرحمن يا لك من عذاب



فسألنهم منذ كم هذا في كنيستكم؟ فقالوا قبل أن يبعث نبيكم بثلاثمائة عام.

و من كراماته ما ذكره ابن حجر الهيثمي قال:

(و لما كانت الحرس علي الرأس كلما نزلوا وضعوه علي رمح وحرسوه فرآه راهب في دير فسأل عنه، فعرفوه به فقال: بئس القوم أنتم هل لكم من عشرة آلاف دينار ويبيت الرأس عندي هذه الليلة، قالوا نعم. فأخذه وغسله وطيبه ووضعه علي فخذه وقعد يبكي إلي الصبح ثم أسلم لأنه رأي نوراً ساطعاً إلي عنان السماء من الرأس ثم خرج من الدير و ما فيه و صار يحترم أهل البيت).

وكان مع هؤلاء الحرس دنانير أخذوها من عسكر الحسين (عليه السلام) ففتحوا أكياسها يقتسمونها فرأوها خزفاً وعلي أحد جانبي كل منها (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون) وعلي الآخر (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) [5] .

ونظير هذه الكرامة ما رواه علي بن شهراشوب رحمه الله [6] ، عن النطنزي في الخصائص [7] لما جاؤوا برأس الحسين (عليه السلام) ونزلوا منزلاً يقال له قنسرين [8] أطلع راهب من صومعته إلي الرأس فرأي نوراً يخرج من فيه ويصعد إلي السماء، فأتاهم بعشرة آلاف درهم وأخذ الرأس وأدخله صومعته، فسمع صوتاً ولم ير شخصاً قال: طوبي لك، طوبي لمن عرف حرمته. فرفع الراهب رأسه وقال يا رب بحق عيسي تأمر هذا الرأس بالتكلم معي، فتكلم الرأس وقال: يا راهب أي شيء تريد؟ قال: من أنت، قال: أنا ابن محمد المصطفي، وأنا ابن علي المرتضي، وأنا ابن فاطمة الزهراء، وأنا المقتول بكربلاء، وأنا المظلوم، أنا العطشان، فسكت. فوضع الراهب وجهه علي وجهه فقال لأرفع وجهي عن وجهك حتي تقول أنا شفيعك يوم القيامة. فتلكم الرأس فقال: أرجع إلي دين جدي محمد (صلي الله عليه وآله)، فقال الراهب: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله. فقبل الشفاعة، فلما أصبحوا أخذوا منه الرأس فلما بلغوا الوادي نظروا الدراهم قد صارت حجارة. وقد ذكرت للرأس الشريف كرامات أخري ذكرها ابن شهراشوب في مناقبه و صاحب البحار وغيرهما من الشيعة و السنة. و اكتفينا منها بما ذكرناه للدلالة علي مناقب الرأس وكراماته، و الله ولي التوفيق.


پاورقي

[1] وروي هذه الكرامة في البحار الجزء العاشر ص 222 طبع حجري عن المفيد (رض).

[2] الصواعق ص 119 طبع المطبعة الشرقية: بمصر سنة 1308.

[3] وفي تاريخ القرماني ص 108 وصلوا إلي دير في الطريق فنزلوا فيه ليقيلوا به فوجدوا مكتوباً علي بعض جدرانه هذا البيت. وفي الخطط المقريزية ج 2 ص 285 كتب هذا قديماً ولا يدري من قائله، وقد ذكر هذا في أكثر من مصدر من المصادر التاريخية المهمة. ذكره في مجمع الزوائد لابن حجر ج 6 ص 199 وكذلك ذكره في الإصابة ج 3 ص 489، وفي الخصائص للسيوطي ج 2 ص 122 وفي تاريخ ابن عساكر ذكره أيضاً في الجزء الرابع ص 342 والصواعق المحرقة ص 116 - و الكواكب الدرية ج 1 ص 57، والإتحاف بحب الأشراف ص 23 و في اللهوف ذكره ابن طاووس ص 98 و نسبه إلي تاريخ بغداد لابن النجار. وفي مثير الأحزان لابن نما ص 53 حفروا في بلاد الروم حفرة قبل أن يبعث النبي بثلاثمائة سنة فأصابوا حجراً مكتوب عليه بالمسند هذا البيت والمسند كلام أولاد شيت.

[4] مناقب آل أبي طالب الجزء الثالث ص 218.

[5] الصواعق لابن حجر ص 122.

[6] المناقب لابن شهراشوب الجزء الثالث ص 217.

[7] هو كتاب الخصائص العلوية لأبي عبد الله محمد بن أحمد النطنزي، أحد علماء إخواننا السنة الذين روي عنهم ابن شهراشوب، ذكره في أول الجزء الأول من كتاب المناقب الذي نقلنا عنه هذه الكرامة في جملة طرق العامة التي يعتمد عليها فيما يرويه في كتابه ونطنز هذه، بلدة بين قم وأصفهان. كما في القاموس.

[8] قنسرين: تقع جنوبي حلب تبعد عنها مقدار 25 كيلومتراً وهي في طريق الذاهب من حلب إلي حمص إلي الشام وكانت في ذلك الزمان بلدة عظيمة. ولم يبق منها إلي الآن سوي أطلال تشير إلي موضعها السابق. وقد أقيم مكانها قرية اسمها العيس. هكذا أخبرنا المطلعون علي وضع قنسرين.