بازگشت

عاشورا يوم الاسلام العظيم



عاشوراء يوم الاسلام العظيم

إن يوم عاشوراء الإمام الحسين سبط رسول الله (صلي الله عليه وآله) يعتبر أكبر حدث في التاريخ الإسلامي هز الضمير الإنساني وغير مجري التاريخ ودوي هذه الملحمة البطولية والموقف الرسالي للإمام الشهيد في الفضاء ولا يزال المسلمون يسمعون هذا الدوي الهائل القائل بأنه كل زمان يوم عاشوراء و كل مكان كربلاء.

هذا الصوت الحسيني يطلب من المسلمين وجميع الأحرار في العالم ألا يخضعوا و لا يركعوا و لا ينحنوا أمام الطغاة والظالمين... هذا الصوت يدعونا لنصرة إخواننا في ارض فلسطين ودعمهم ماديا ومعنويا...

صوت الثورة الحسينية يطلب منا أن نرفض جميع أشكال وأنواع المفاوضات السلمية والصلح مع النظام الإسرائيلي الغاصب و يطلب منا مواصلة الجهاد والكفاح والشهادة في سبيل الله و عدم الإصغاء مطلقا لأصوات المستسلمين والجبناء الذين يحبون الحياة الدنيا وهم عن الآخرة غافلون.

يوم عاشوراء يوم الإسلام العظيم يبعث في المسلمين روح العزة و الكرامة والشرف والمجد والعظمة...، يوم التضامن مع المظلومين والمستضعفين، يوم الوقوف بجانب الحق الفلسطيني والانتفاضة المباركة.

كلما دققنا وأمعنا النظر في قضية عاشوراء سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) سنجد إن تلك الثورة تسع للتفكير والبيان أكثر فأكثر، وكلما ازداد تفكيرنا في هذه النهضة الحسينية الكبري وهذه الملحمة البطولية الفريدة من نوعها في التاريخ البشري ستظهر أمامنا حقائق جديدة لم نكن نعرفها من قبل، إذ إن ذكري عاشوراء الإمام ليست مجرد ذكري عابرة لبعض الخواطر، وذكريات مأساوية عاطفية بعيدة عن الجانب الإنساني والأخلاقي فقط، وإنما قضية عاشوراء ابن بنت رسول الله (صلي الله عليه وآله)، و أصحابه و أولاده الكرام الذين قتلوا في كربلاء سنة 61هـ من قبل جماعات لا إنسانية لها ولا رحم ولا عاطفة ولا شفقة، هي تبيان لحادثة كبري غاية في الأهمية لها عدد غير محدود من الأبعاد والجوانب التي تركت أعمق الآثار في حياة الأمة الإسلامية علي مر التاريخ فثورة الحسين (عليه السلام) ثورة إلهية أخلاقية اجتماعية سياسية تتضمن جميع أبعاد الإسلام حيث إن سيد الشهداء (عليه السلام) جسد الإسلام بجميع جوانبه في النهضة المباركة، و قد طبق الإسلام عمليا في يوم عاشوراء وفي مسيره إلي كربلاء و رفع شعاره المعروف هيهات منا الذلة، وشعار الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وقد بين للعالم بأن الهدف الأساسي من الثورة المباركة هو تصحيح مسار الحكومة الإسلامية التي انحرفت عن مجراها الطبيعي جراء الحكم الأموي الهزيل وبالنتيجة أراد الحسين (عليه السلام) ردم الفجوة التي اتسعت بين المبادئ الرفيعة للإسلام وبين المصاديق المشوهة لسلوكيات المسلمين التي بدأ يزخر بها واقع المجتمع الإسلامي ثم ما يستتبع هذا الهدف الأساسي من ضرورة إعادة تشكيل وعي الأمة وبناء لحمة سلوكها من جديد وتجديد عواطفها باتجاه ذلك.

بالإضافة إلي أهداف رسالية أخري أراد الحسين (عليه السلام) إيصالها إلي العالم ليعرف الجميع قيمة عاشوراء الإمام (عليه السلام).

وان هذا اليوم لا يختص بجماعة الشيعة فان الحسين (عليه السلام) لكل المسلمين في العالم بل لكل الأحرار والشرفاء وأصحاب الضمائر الحية و القلوب الواعية، فلنجعل من يوم عاشوراء يوم الإنسانية المعذبة و يوم الإسلام العظيم ويوم انتصار القيم والخلق و الإرادة الحرة علي الظلم و الفساد و التميع و التحلل.

فسلام علي أبي الأحرار وسيد الشهداء في يوم عاشوراء وسلام علي الحسين و أصحابه و أولاده في يوم استشهادهم في سبيل الله وفي سبيل العزة و الكرامة.

وسلام علي أبي عبد الله يوم يبعث حيا.

فنم يا حسين فنحن عيون ساهرة علي أهدافك و رسالتك و محافظون لثورتك الإسلامية العملاقة، ونحن يا أبا عبد الله علي دربك سائرون نأخذ منك الدروس و العبر، ونغترف من معينك الذي لا ينضب درس الجهاد و الكفاح و الإباء والشموخ.

السيد محمد باقر الموسوي المهري، جريدة الوطن الكويتية ليوم 22 / 3 / 2002.


السيد محمد باقر الموسوي المهري